الأعمال والأوراد في مسجد الرسول (ص) بعد الفراغ من زيارته

الأعمال والأوراد في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد الفراغ من زيارته:

          لقد ورد في الحديث الصحيح عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (إذا فرغت من الدعاء عند القبر فأت المنبر وامسحه بيدك وخذ برمّانتيه وهما السفلاوان وامسح عينيك ووجهك به فإنه يقال إنه شفاء للعين، وقم عنده فاحمد الله واثنِ عليه وسل حاجتك فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : ما بين منبري وبيتي روضة من رياض الجنة، وإن منبري على ترعة من ترع الجنة وقوائم المنبر رتب في الجنة والترعة هي الباب الصغير، ثم مقام النبي فصل ما بدا لك، فإذا دخلت المسجد فصل على محمد وآله وإذا خرجت فاصنع مثل ذلك وأكثر من الصلاة في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) )([1]).

          ونقل العلامة المجلسي (قدس سره) في بحار الأنوار عن الشيخ المفيد والسيد بن طاووس والشهيد الأول وغيرهم (رضوان الله عليهم) أنه إذا فرغ الزائر من الدعاء والزيارة عند قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقرأ سورة [إِنَّا أَنزَلْناهُ] أحد عشر مرة، ثم يتوجه إلى مقام النبي (صلى الله عليه وآله) الواقع بين القبر والمنبر ويأتي إلى الاسطوانة التي بجنب المنبر فيقف بحذائها ويجعل المنبر أمامه ويصلي أربع ركعات صلاة الزيارة، وإن لم يمكنه يصلي ركعتين وبعد السلام والتسبيح يقول: (اللهمَّ هَذا مَقَامُ نَبيِّكَ وَخِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ جَعَلتَهُ رَوضَةً مِنْ رِياضِ جَنَّتِكَ وَشَرَّفْتَهُ عَلى بِقَاعِ أرضِكَ بِرَسُولِكَ، وَفَضَّلْتَهُ بِهِ وَعَظَّمْتَ حُرمَتَهُ وَأظهَرتَ جَلالَتَهُ وَأوجَبتَ عَلى عِبادِكَ التَبَرُكَ بِالصَلاةِ وَالدُعاءِ فِيهِ، وَقَد أقَمتَنِي فِيهِ بِلا حَولٍ وَلا قُوَّةٍ كَان مِني في ذَلكَ إلا بِرَحمَتِكَ، اللهمَّ وَكَما أنَّ حَبيبَكَ لا يَتقدَّمُهُ في الفَضلِ خَلِيلُكَ فاجعَلْ استجَابةَ الدُعَاءِ في مَقَامِ حَبيبِكَ أفضَلَ مَا جَعَلتَهُ في مَقَامِ خَليلِكَ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ في هَذا المقَامِ الطَاهِرِ أنْ تُصَلِّي عَلى مُحمَّدٍ وَآلِ مُحمَّدٍ وَأنْ تُعيذَنِي مِنَ النَارِ وَتَمُنَّ عَليَّ بِالجَنَّةِ وَتَرْحَمَ مَوقِفِي وَتَغفِرَ زَلَّتِي وَتُزَكِّيَ عَمَلِي وَتُوَسِّعَ لِي في رِزقِي وَتُديمَ عَافيَتي وَرُشدِي وَتُسبِغَ نِعمَتَكَ عليَّ وَتَحفظَنِي في أهلِي وَمَالِي وَتَحرُسَنِي مِن كُلِّ مُتَعدٍّ عَليَّ وَظالِمٍ لِي وَتُطيلَ عُمرِي وَتُوفِّقَنِي لما يُرضِيكَ عَنِّي وَتعصِمَني عَمَّا يُسخِطُك عَليَّ اللهمَّ إنِّي أتَوسَّلُ إلَيكَ بِنَبيِّكَ وَأهلِ بَيتِهِ حُجَجِكَ عَلى خَلقِكَ وَآيَاتِكَ في أرضِكَ أنْ تَستَجِيبَ لِي دُعَائِي وَتُبلِّغَنِي في الدِينِ وَالدُنيَا أمَلِي وَرَجَائِي، يَا سَيَّدِي وَمَولايَ قَدْ سَألتُكَ فَلا تُخَيِّبنِي وَرَجَوتُ فَضلَكَ فَلا تَحرِمنِي فَأنا الفَقِيرُ إلى رَحمَتِكَ الذِي لَيسَ لِي غَيرُ إحسَانِكَ وَتَفضُّلِكَ فأسألُكَ أنْ تُحرِّمَ شَعرِيْ وَبَشَرِي عَلى النَارِ وَتُؤتِيَنِي مِنَ الخَيرِ مَا عَلِمتُ مِنهُ وَما لَم أعلَمْ وَادفَعْ عَنِّي وَعَن وُلْدِي وَإخوَانِي وَأخَوَاتِي مِنَ الشَرِّ مَا عَلِمتُ مِنهُ وَمَا لَمْ أعلَمْ، اللهمَّ اغفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِجَميعِ المُؤمِنينَ وَالمؤمِناتِ إنَّكَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ).

          وبعد الفراغ من الدعاء يأتي إلى المنبر ويمسحه بيده ويأخذ برمّانتيه السفلاوين ويمسح بهما وجهه وعينيه ثم يقرأ كلمات الفرج:

          (لا إلَهَ إلا اللهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ، لا إلَهَ إلا اللهُ العَلِيُّ العَظِيمُ، سُبحَانَ اللهِ رَبِّ السَمَاوَاتِ السَبعِ وَرَبِّ الأَرَضِينَ السَبعِ وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَينَهُنَّ وَرَبِ العَرشِ العَظِيمِ، وَسَلامٌ عَلى المُرسَلينَ وَالحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ).

          ثم قل: (أَشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأشهَدُ أنَّ مُحمَّداً رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ، الحَمدُ للهِ الذِي عَقَدَ بِكَ عِزَّ الإسلامِ وَجَعلَكَ مُرتَقَى خَيرِ الأَنَامِ وَمَصعَدَ الدَاعِي إلى دَارِ السَلامِ، الحَمدُ للهِ الذِي خَفَضَ بِانتصَابِك عُلوَّ الكُفرِ وَسُمُوَّ الشِركِ وَنَكَسَ بِكَ عَلَمَ البَاطِلِ وَرَايَةَ الضَلالِ أشهَدُ أنَّكَ لَمْ تُنصَبْ إلا لِتَوحِيدِ اللهِ سُبحَانَهَ وَتَمجِيدِهِ وَتَعظِيمِ اللهِ وَتَحمِيدِهِ وَلِمَواعِظِ عِبادِ اللهِ وَالدُعَاءِ إلى عَفوِهِ وَغُفرَانِهِ، أشهَدُ أنَّكَ قَد استَوفَيتَ مِن رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلهِ) بِارتِقَائِهِ في مَراقِيكَ وَاستِوائِهِ عَلَيكَ حَظَّ شَرَفِكَ وَفَضلِكَ وَنَصِيبَ عِزِّكَ وَذُخرِكَ وَنِلْتَ كَمَالَ ذِكرِكَ وَعَظَّمَ اللهُ حُرمَتَكَ، وَأوجَبَ التَمَسُّحَ بِكَ، فَكَمْ قَد وَضَعَ المصطَفَى (صَلّى اللهُ عَليهِ وَآلهِ) قَدَمَهُ عَليكَ وَقامَ لِلنَاسِ خَطِيباً فَوقَكَ، وَوَحَّدَ اللهَ وَحَمِدَهُ، وأثنى عَلَيهِ وَمَجَّدَهُ وَكَمْ بَلَّغَ عَليكَ مِنَ الرِسَالَةِ وَأدَّى مِنَ الأمَانةِ وَتَلا مِنَ القُرآنِ وَقَرأ مِنَ الفُرقَانِ وَأخبَرَ مِنَ الوَحيِ وَبَيَّنَ الأمرَ وَالنَهيَ وَفَصَّلَ بينَ الحَلالِ وَالحَرامِ وَأمَرَ بِالصَلاةِ وَالصِيَامِ وَحثَّ العِبادَ عَلى الجِهَادِ وَأنبَأ عَن ثَوابِهِ في المَعَادِ).

          ثم بعد ذلك يقف في الروضة المباركة الواقعة بين القبر والمنبر ويقول:

          (اللهمَّ إنَّ هذهِ رَوضَةٌ مِن رِيَاضِ جَنَّتِكَ وَشُعبَةٌ مِن شُعَبِ رَحمَتِكَ التِي ذَكَرَهَا رَسُولُكَ وَأبَانَ عَن فَضلِهَا وَشَرفِ التَعَبُّدِ لَكَ فِيهَا، وَقَد بَلَّغْتَنِيهَا في سَلامَةِ نَفسِي فَلَكَ الحَمدُ يَا سَيّدِي عَلى عَظِيمِ نِعمَتِكَ عَليَّ في ذَلِكَ وَعَلى مَا رَزَقتَنِيهُ مِن طَاعَتِكَ وَطَلَبِ مَرضَاتِكَ وَتَعظِيمِ حُرمَةِ نَبِيِّكَ (صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ) بِزِيَارَةِ قَبرِهِ وَالتَسلِيمِ عَليهِ وَالتَرَدُّدِ في مَشَاهِدِهِ وَمَوَاقِفِهِ، فَلَكَ الحَمدُ يَا مَولايَ حَمداً يَنتَظِمُ بِهِ مَحَامِدُ حَمَلَةِ عَرشِكَ وَسُكَّانِ سَماوَاتِكَ لَكَ وَيَقصُرُ عَنهُ حَمدُ مَن مَضَى وَيَفضُلُ حَمدَ مَن بَقِيَ مِن خَلقِكَ، وَلَكَ الحَمدُ يَا مَولايَ حَمدَ مَن عَرفَ الحَمدَ لَكَ وَالتَوفِيقَ لِلحمدِ مِنكَ، حَمداً يَملأ مَا خَلقَتَ وَيبلُغُ حَيثُما أردتَ وَلا يُحجَبُ عَنكَ وَلا يَنقَضِي دُونَكَ وَيبلُغُ أقصَى رِضَاكَ وَلا يَبلُغُ آخِرَهُ أوَائِلَ مَحَامِدَ خَلقِكَ لَكَ، وَلَكَ الحَمدُ مَا عُرفَ الحمدُ وَاعتُقِدَ وَجُعلَ ابتدَاءُ الكَلامِ الحمدُ، يَا بَاقيَ العزِّ وَالعَظمَةِ وَدَائمَ السُلطانِ وَالقُدرَةِ وَشَدِيدِ البَطشِ وَالقُوةِ وَنَافذَ الأمرِ وَالإرَادَةِ وَوَاسِعَ الرَحمَةِ وَالمَغفِرةِ وَربَّ الدُنيَا وَالآخِرةِ كَم مِن نِعمةٍ لَكَ عَليَّ يَقصُرُ عَن أيسَرِهَا حَمدِي وَلا يَبلُغُ أدنَاهَا شُكرِي، وَكَمْ مِن صَنَايِعَ مِنكَ إليَّ لا يُحيطُ بِكَثرَتِها وَهمي وَلا يُقَيِّدُهَا فِكرِي اللهمّ صَلِّ عَلى نَبيِّكَ المُصطَفى عَينِ البَريِّةِ طِفلاً وَخَيرُها شَابّاً وَكهلاً، أطهَرُ المُطَهَّرِينَ شِيمَةً وَأجوَدُ المُستَمطِرينَ دَيمَةً وَأعظَمُ الخَلقِ جُرْثُومَةً، الذِي أوضَحتَ بِهِ الدِلالاتِ وَأقَمتَ بِهِ الرِسَالاتِ وَخَتَمتَ بِهِ النُبُوّاتِ وَفَتَحتَ بِهِ بَابَ الخَيراتِ وَأظهرتَهُ مَظهَراً وَابتَعَثتَهُ نَبيّاً وَهادِياً أمِيناً مَهديّاً دَاعِياً إليكَ وَدَالاً عَلَيكَ وَحُجّةً بَينَ يَديكَ، اللهمّ صَلِّ عَلى المَعصُومِينَ مِن عِترَتِهِ وَالطَيّبينَ مِن أُسرَتِهِ، وَشَرِّفْ لَدَيكَ بِهِ مَنَازِلَهُم، وَعَظّمْ عِندكَ مَراتِبَهُم، وَاجعَلْ في الرَفِيقِ الأعلَى مَجَالِسَهُم، وَارفَعْ إلى قُربِ رَسُولِكَ دَرَجَاتِهمْ، وَتَمِّمْ بِلِقَائِهِ سُرُورَهُم وَوَفِّرْ بِمَكَانِهِ أُنسَهُم).

          ثم يأتي إلى مقام جبرئيل (عليه السلام) فإنه كان مقامه إذا استأذن على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذه الاسطوانة تحت الميزاب وعندما يخرج الزائر من باب فاطمة (عليها السلام) يقع الميزاب فوق رأسه ويقع الباب من جهة البقيع فيصلي في هذا المكان ركعتين ويقول:

          (يَا مَنْ خَلَقَ السَماوَاتِ وَمَلأهَا جُنُوداً مِنَ المُسَبِّحِينَ لَهُ مِن مَلائِكَتِهِ وَالمُمَجِّدِينَ لِقُدرَتِهِ وَعَظَمَتِهِ، وَأفرَغَ عَلى أبدَانِهِم حُلَلَ الكَرَامَاتِ، وَأنطَقَ ألسِنَتَهُم بِضُرُوبِ اللُغاتِ، وَألبَسَهُم شِعَارَ التَقوَى، وَقَلَّدَهُم قَلائِدَ النَهيِ وَجَعلَهُم أوفرَ أجنَاسِ خَلقِهِ مَعرِفَةً بِوَحدَانِيَّتِهِ وَقُدرَتِهِ وَجَلالَتِهِ وَعَظَمَتِهِ، وَأكمَلَهُم عِلماً بِهِ وَأشَدَّهُم فَرَقاً وَأدوَمَهُم لَهُ طَاعَةً وَخُضُوعاً وَاستِكَانَةً وَخُشُوعاً، يَا مَن فَضّلَ الأمينَ جِبرئِيلَ (عَليهِ السَلامُ) بِخَصَائِصِهِ وَدَرَجاتِهِ وَمَنازِلِهِ وَاختَارَهُ لِوَحيِهِ وَسَفَارَتِهِ وَعهدِهِ وَأمَانَتِهِ وَإنزَالِ كُتُبِهِ وَأوَامِرِهِ عَلى أنبِيائِهِ وَرُسِلِهِ، وَجَعَلَهُ وَاسِطَةً بَينَ نَفسِهِ وَبَينَهُم أَسألُكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحمّدٍ وَآلِ مُحمّدٍ وَعَلى جَمِيعِ مَلائِكَتِكَ وَسُكَّانِ سَمَاوَاتِكَ، أعَلَمِ خَلقِكَ بِكَ وَأخوَفِ خَلقِكَ لَكَ وَأقرَبِ خَلقِكَ مِنكَ وَأعمَلِ خَلقِكَ بِطاعَتِكَ، الذِينَ لا يَغشَاهُم نَومُ العُيونِ وَلا سَهوُ العُقولِ وَلا فَترةُ الأبدَانِ، المُكرَّمِينَ بِجِوَارِكَ وَالمُؤتَمَنينَ عَلى وَحيِكَ المُجتَنِبينَ الآفاتِ وَالمُوقَّينَ السِيِّئاتِ، اللهُمَّ وَاخصُصْ الرُوحَ الأمِينَ صَلوَاتُكَ عَليهِ بَأضعَافِها مِنكَ وَعَلى مَلائكَتِكَ المُقرَّبِينَ وَطَبقاتِ الكَرُّوبِيِّينَ وَالرَوحَانِيّينَ وَزِدْ في مَرَاتِبِهِ عِندكَ وَحُقوقِهِ التي لَهُ عَلى أهلِ الأرضِ بِما كانَ يَنزِلُ بِهِ مِن شَرايِعَ دِينِكَ وَما بَيَّنتَهُ عَلى ألسِنةِ أنبِيَائِكَ مِن مُحَلاتِكَ وَمُحَرَّمَاتِكَ اللهُمّ أكثِرْ صَلَوَاتِكَ عَلى جِبرَئِيلَ فِإنَّهُ قُدوَةُ الأنبِيَاءِ وَهَادِي الأصفِيَاءِ وَسَادِسُ أصحَابِ الكِسَاءِ، اللهُمّ اجعَلْ وُقُوفِي في مَقَامِهِ هَذا سَبَباً لِنُزُولِ رَحمَتِكَ عَليَّ وَتَجَاوُزِكَ عَنِّي).

          ثم قل:

          (أيْ جَوادُ أيْ كَريمُ أيْ قَريبُ أيْ بَعيدُ أسألُكَ أنْ تُصَلّي عَلى مُحمّدٍ وَآلِ محمّدٍ وَأن تُوفّقَنِي لِطَاعَتِكَ وَلا تُزيلَ عَنّي نِعمَتَكَ وَأنْ تَرزُقَنِي الجَنةَ بِرَحمَتِكَ وَتُوسِّعَ عَليّ مِن فَضلِكَ وَتُغنِيَنِي عَن شِرارِ خَلقِكَ وَتُلهِمَنِي شُكرَكَ وَذِكرَكَ وَلا تُخَيّبَ يَا ربِّ دُعائِي وَلا تَقطَعْ رَجَائِي بِمُحمّدٍ وَآلِهِ).

          ثم تأتي اسطوانة أبي لبابة المعروفة بـ(اسطوانة التوبة) فتُصلي ركعتين ثم تقول:

          (بِسمِ اللهِ الرَحمَنِ الرَحِيمِ، اللهُمّ لا تُهِنِّي بِالفَقرِ وَلا تُذِلَّنِي بِالدَينِ وَلا تَرُدّنِي إلى الهَلَكَةِ وَاعصِمنِي كَي أعتَصِمَ وَأصلِحنِي كَي أنصَلِحَ وَاهدِنِي كَي أهتدِيَ، اللهُمّ أعِنّي عَلى اجتهَادِ نَفسِي وَلا تُعذِّبنِي بِسُوءِ ظَنِّي وَلا تُهلِكنِي وَأنتَ رَجَائِي، وَأنتَ أهلٌ أنْ تَغفِرَ لِي وَقَد أخطَأتُ وَأنتَ أهلٌ أنْ تَعفُوَ عَنِّي وَقَد أقرَرتُ وَأنتَ أهلٌ أن تُقِيلَ وَقد عَثرتُ وَأنتَ أهلٌ أنْ تُحسِنَ وَقد أسَأتُ، وَأنتَ أهلُ التَقوَى وَالمغفِرةِ فَوَفّقنِي لِمَا تُحِبُّ وَتَرضَى، وَيسِّرْ لِي اليَسِيرَ وَجَنّبنِي كلَّ عَسيرٍ، اللهُمّ أغنِنِي بِالحَلالِ مِن الحَرامِ، وَبِالطَاعاتِ عَنِ المَعَاصِي، وَبالغِنى عَنِ الفَقرِ، وَبِالجنةِ عَنِ النَارِ، وبِالأبرارِ عَنِ الفُجّارِ، يَا مَنْ لَيسَ كَمِثلِهِ شيء وَهُوَ السَمِيعُ البَصيرُ وَأنتَ عَلى كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ).

دعاء آخر يُقرأ في مقام جبرئيل (عليه السلام) أيضاً:

          (يَا جَوادُ يا كَريمُ، يا قَريبُ غَيرُ بعِيدٍ أسألُكَ بِأنَّكَ أنتَ اللهُ ليسَ كَمِثلِكَ شَيءٌ أن تَعصِمَنِي مَنَ المَهالِكِ وأنْ تُسَلِّمَنِي مِنَ آفاتِ الدُنيا والآخرةِ وَوَعثاءِ السَفرِ وسُوءِ المُنقَلَبِ، وأنْ تَرُدَّنِي سَالِماً إلى وَطنِي بَعدَ حَجٍّ مَقبُولٍ وَسَعيٍ مَشكُورٍ وَعَمَلٍ مُتَقَبَّلٍ، ولا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن حَرَمِكَ وَحَرَمِ نَبيِّكَ صَلّى اللهُ عليهِ وآلهِ).


 

(1) الكافي: ج4، ص 553، الوسائل، ج10، ص 270.