حدود الحرم:
مكة المكرمة حرم الله تعالى وقد شرفها سبحانه وتعالى بنسبتها إليه، والحرم الشرعي
أوسع من مكة وهو يعبر عن مساحة تدخل في ضمنها مكة المكرمة، وتقدّر هذه المساحة
بمسافة بريد طولاً وعرضاً، والبريد يساوي أربعة فراسخ أي حوالي اثنين وعشرين
كيلومتراً، والمسجد الحرام واقع في وسط هذه المسافة، ولكنه ليس في نقطة الوسط حقيقة
فإن الحرم يمتد من بعض جوانبه أكثر مما يمتد من بعض جوانبه الأخرى (لاحظ المخطط
صفحة 350).
وقد حافظ المسلمون على علامات تعيّن حدود الحرم، وهذه الحدود التي تعيّنها العلامات
المذكورة تشير إلى أماكن قريبة إلى الحرم من جهاته الأربع، وهي كما يلي:
1- يحدّ الحرم شمالاً باتجاه المدينة المنورة مكان يُسمى بـ(التنعيم)، والمسافة
بينه وبين المسجد الحرام قدّرت بحوالي سبع كيلوا مترات.[1]
2- ويحد الحرم غرباً باتجاه جدّة مكان يسمى بـ(الحديبية)، ويبعد عن المسجد الحرام
على ما قيل حوالي ثمانية عشر كيلومتراً.
3- ويحد الحرم شرقاً باتجاه نجد مكان يسمى بـ(الجعرانة)، ويبعد عن المسجد الحرام
على ما قيل بما يزيد على أربعة عشر كيلومتراً.
4- ويحد الحرم جنوباً باتجاه عرفات والطائف مكان يسمى (نمرة)، وهي تبعد عن المسجد
الحرام بما يزيد عن اثنين وعشرين كيلومتراً على ما يقال.
وهذه النقاط والأماكن التي ذكرناها قريبة من الحرم وليست منه، وكل ما هو خارج عن
مساحة الحرم يسمى بـ(الحد) وتُسمى تلك الأماكن المحادّة للحرم (أدنى الحل).
ولا يجوز للإنسان دخول مكة بل ولا دخول الحرم إلا محرماً في أي وقت من السنة، ولا
بد أن يكون الإحرام ضمن عملية حج أو عمرة، فمن لم يقصد الحج إذا أراد دخول مكة أو
الحرم لا بد له أن يحرم للعمرة من أحد المواقيت الخمسة أو من أدنى الحل على التفصيل
السابق في فصل المواقيت، ويستثنى من هذا الحكم من كان يتكرر دخوله إلى مكة المكرمة
وخروجه منها بموجب عمله، بل كل من كان متواجداً بمكة بصورة مشروعه إذا خرج إلى الحل
ورجع قبل مضي الشهر الهلالي الذي اعتمر فيه جاز له الدخول بلا إحرام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] - السؤال: وصل الامتداد العمراني في مكة المكرمة إلى خارج الحرم من بعض الجهات،
فهل يجوز الاحرام للعمرة المفردة من التنعيم مثلاً (والتي هي الآن جزء من مكة
الحديثة)؟
بسمه تعالى: الأحوط عدم الاحرام من التنعيم لأنه وان كان ميقاتاً إلاّ أنه أصبح
داخل مدينة مكة، ومقتضى النصوص (أن يدخل مكة محرماً) المتضمن للإحرام من خارجها،
فالأحوط الإحرام من ميقات آخر يكون خارج مدينة مكة كالجعرانة مثلا، وما قيل أن
التنعيم خارج مكة لا يجدي، لأن مكة تلحظ مع امتدادها عند تطبيق احكامها، وهكذا
الائمة (عليهم السلام) يطبقون الاحكام على مكة بواقعها الحالي حيث توسعت في زمانهم
(عليهم السلام) كثيرا.